خرجت ذات يوم مشمس غير معتاد، من ثانويتي ب"سان جوس"، واتجهت نحو الحديقة العمومية، بحثا لي عن فسحة مكان للسكينة الروحية. وحين استقر بي المقام على المقعد الخشبي العمومي، تحت ظلال أشجار الكستناء، وأسراب الحمام تحوم من حولي، صاعدة ونازلة باطمئنان، توسدت ساعدي ورحت سارحا بنظري في رحاب بالي. ولم أشعر إلا "بالسلام عليكم" ينتزعني من غفلتي:
- السلام عليكم ! قال لي الرجل المسن الذي ألاقيه هنا أحيانا.
سلم علي، واتخذ مجلسه من المقعد إلى جانبي، وفاتحني بالكلام:
- اسمح لي أستاذي، منذ مدة وأنا أترقب مجيئك إلى هنا.
وأجبته مستفسرا :
- خيرا إن شاء الله !
وأجابني بلهفة:
- ما يكون إلا الخير ...
وأضاف قائلا، وقد اكتست قسمات وجهه المعبرة، بلمسة حنان رائعة:
- منذ مدة وذاك الشيء يغلي في نفسي، وقلت في نفسي، لن يفكني منه سوى أستاذي. نعم منذ سنين طويلة، وأنا أنتظر لمن سأحكي له يا ترى، قصة طفولتي، أنظر ... !
وأشار بيده لرأسه قائلا:
- لقد شبت يا أستاذي، ويكاد عزرائيل يتخطفني في أية لحظة، قالها مبتسما، لذا بعث الله بهذا الأستاذ الطيب للاستماع لي:
وأشار نحوي بسبابته. وأجبته باسما:
- هات ما عندك !
ومال نحوي وقبل رأسي، كما يفعلون في البلد برؤوس الأولياء، وأنا في منتهى الخجل والوقار من رجل مسن كهذا. ثم استوى في جلسته، وسرح بنظره في عيوني، واندفع في سرده قائلا:
كنت يومها، قد بلغت الحادية عشر من عمري، أي في حدود مفترق طرق الصبا، القائدة إلى الرجولة، حسب تعبير جدتي المسنة، والطاعنة في السن، إن أحببت. أو تلك التي فقدت كل أسْنانها البشرية الطبيعية، باستثناء، نعم باستثناء، سِنّا صناعيّا، من صنع طبيب الحي "نافارو"، ما زال عالقا بلثتها العلوية. وكانت هذه الجدة، كثيرا ما تذكرني بسر تقلبات رياح السن، هذه التي تجعل من هذا أو ذاك، بين عشية وضحاها، مخلوقا أكثر تقدما في السن من أخيه الأكبر، أو أكثر حيلة منه. وكانت في كل هذا، ما تزال تذكرني، صبح، مساء، بتقلبات جسدي وذكرياتي، وتغيرات "طَبْلِياتي" المدرسية. كنت يومها شبيها بكل أطفال حومتنا، المتميزين بضعف حالتهم الطبقية، وملابسهم الرثة. ولم أكن لأتميز عنهم إلا ببلوى الانتظار، تلك التي خلفها أبي لأمي من بعد رحيله إلى "باريز"، حسب تلفظ جدتي. والتي انتقلت إلي أنا الآخر، كعدوى حَنينِيّة، عن طريق أمي التي كانت، ما تفتأ ليل نهار، تحلم بعودته المأمولة. بل عودته الموهومة، إذا صح التعبير، التي دامت عدة سنين، لا يعلمها إلا الله. وأية سنين، تلك التي انتظرته أمي فيها، أو انتظرناه فيها. لقد زارنا خلالها ثلاثة مرات لا غير، إذا لم تخني الذاكرة. ثلاثة زيارات خاطفة، مثل مرور البرق ، لم أتعرف عليه خلالها، إلا قليلا، قليلا. في زيارته الأولى، قد كانت أمي حاملة بي، وفي المرة الثانية حين أنجبنني بالمستشفى العمومي، وفي المرة الثالثة، حين كان عمري آنذاك ستة سنوات، أي في مستهل تكويني النفسي الحقيقي. في حقيقة الأمر، لقد كان الإهمال الذي أصاب أمي، هو السبب المباشر والوحيد، الذي تركها تعتقد، في أحلامها المبنية على عقيدة تكذيب الحقائق وانتظار هذا الغول الهمجي، هذا الذي ترك بعضهم، يقضي مجمل مسلسل حياته، إما بالمشاركة في رواية الحياة غيابيا، وإما – وما أكثرهم – في الانسحاب منها حضورا، في انتظار الذي لا يأتي.
وأعتقد الآن، وأتصور فيما إذا، أو لو أن أبي، قد عاد فجأة ليستقر فيما بيننا، لماتت أمي، أو لانتحرت، من شدة طول انتظارها، لأن هذا الحدث غير المنتظر، كان، ومما لا شك فيه، سيحطم مجرى حياتها، هذا الذي كان قد أنبنى، في خصوصيته الإنتظارية، خلال كل هذه السنوات الإنتظارية، على وهم الانتظار. وبقيت أمي تنتظر في أعماقها، شيئا تكرهه، تكره أن يعود، ذاك الذي دعت الله المستجيب لكل الدعوات البشرية، أن يعمل كل ما في وسع عبقريته الإلهية، من أجل أن يتأخر عن الرجوع، أو أن لا يرجع أبدا.
ودَعْنا نذكر بأن أبي، في السنوات الأولى من رحيله، أو غيابه، ودَعْنا ننسى من يكون، كان حاضرا ماديا، عبر نفقة الأسرة، التي كانت تصلنا عبر البريد، بانتظام شهري مدقق. إلا أنها، وخلال السنوات اللاحقة، قد بدأت تتأخر وتتعرج في وصولها، لغاية ما انقطعت نهائيا، ولم تعد تصل إلينا. ومع ذلك، فلقد ظلت أمي، عالقة بذاك الشيء الغريب والساحر، الذي قد يعود يوما إلى الوجود، ذاك الذي كانت تسميه، ب"المانْضَة".
أحيانا كثيرة، حين كنت أصطحب أطفال حينا، الذين كانوا في مقاربة سني الطفولي، نحو شاطئ البحر. نحو هذا الملك المتقلب الألوان والصور والرؤى. هذا البحر المتكبر علينا، هذا الذي يحدد بارتياح عظمته، في أن يخطف هذا، أو أن يترك ذاك، على شاطئ الحياة، أو أن يستهزأ بنا جميعا. وفي هذا المناخ البحري، تكونت لدي ذاكرة طفولية، كانت خليطا عجيبا من ألوان لوحاته الساحرة، ومن بقية ما لدى طفولتنا المُتَواطَئِ عَلَيْها وعلى متمنيات مستقبلها. طفولتنا هذه المدنسة، والمعذبة ذكرياتها، بمسؤولين لم يصونوا شرفنا، ولا حزننا الأفريقي. وبعبارة أخرى، كثيرا ما كان هذا البحر، يخرج عن طبيعة تنبؤاتنا، وعن طبيعة شهوتنا، ليعود إلى مخيم أسراره، غير حافل، ولا مكترث بنا. وبعبارة أخرى، كثيرا ما كان يتجاهلنا، ليعود إلى كنز أسراره، منفردا به، ومتوحدا بآماله.
وهكذا، امتد بين أمي هنا، وأبي المفترض هنالك، ذاك الخيط "الأرياني" الواهي، من شدة قسوة الوحدة، وأمل الانتظار. ولولا وجودي أنا ومتطلباتي، حسب اعتراف أمي، لكانت قد تزوجت من جديد، منذ مدة طويلة، ولكانت قد أنجبت أطفالا آخرين، لأحد أثرياء هذه البلدة، ولكانت قد عاشت، كما تحب هي، عيشة مختلفة. لكنها، ولأسباب تجهلها حليمة، قد أحبت بالرغم عنها، ولأسباب تجهلها هي كما باقي علماء نفوس البشر، هذه الحياة البئيسة والأليمة. أحبت هذه التعاسة الأنثوية الحياتية بكل مآسيها، وتركت للقدر للتصرف فيما تبقى.
وهكذا امتد بين أمي هنا، وذاك المفترض فيه، أنه أبي هنالك، ذاك الخيط الواهي، المنسوج من عذاب ومحنة الوحدة والانتظار. ولولا وجودي، أعتقد، وجودي أنا ومتطلباتي الحياتية والتربوية، حسب اعتراف أمي، لكانت قد تزوجت من جديد، ومنذ مدة طويلة. ولكانت، قد عاشت حياتها المتخيلة، بطريقة مختلفة. إلا أنها، وهذا تصريحها، قد أحبت هذه الحياة الذليلة، بالرغم من متاعبها ومشقاتها، أجل وتركت كل ما تبقى .. ! ومن الجميل لديها من كل هذه الإحساسات الأنثوية، أنها هي نفسها، لا تدري حين تسائل روحها الخفية، لماذا ظلت كل هذه السنين، تنتظر، نعم تنتظر ماذا؟ شيئا تكره أن لا يعود.
وجاء ذاك اليوم، ذاك الذي كدت أحسبه من أجمل أيامي .. جاء ذاك اليوم المثير، وأنا حال كوني عائدا إلى البيت العائلي. عدت إلى البيت كعادتي، مثقلا بنظرات أمي الحزينة، أمي هذه المستعصية والصامتة، هذه المفتتنة بذاك الشيء العصي، وبأحلام طفولتي "المخربطة" في رأسي كما على ثيابي ودفاتري المدرسية. عدت، حين عدت، فصادفت في طريقي أولائك الرجال الذين لم أرهم من قبل، يحملون تلك لهدية الكبيرة إلى أمي. هدية جد كبيرة، بحجم صدمة المفاجئة، يحملونها في ضياء كوكبة جماهيرية، لم أر لها، من مثيل من قبل. قدم هؤلاء يحملون تلك الهدية الضخمة إلى أمي، وقدم العالم الثالث البئيس، عربي السياسة، مغربي نوايا البال، والدستور الجديد، المبيتة نواياه كما نتائجه سلفا، ومما يدور في بيوتها، ربات الحِجال من "ميزيريا". قدم أولائك الرجال "الحمّالون" بتلك الصندوقة الكبيرة، وضعوها برفق وحنان، بفناء البيت، بعصبية مغربية لا سبيل لشرحها، وانصرفوا من حيث أتوا. وكانت أمي، ومن خلفها أمها، أي جدتي، تلاحقانها بعيون مندهشة. وبدأت العيون، كالملاحقة للعبة المضرب، تنتقل من الصندوقة إلي، ومني إلى الصندوقة. وبدت أمي كمن استفاقت فجأة، من حلم دامت مشاهده الحالمة، لأكثر من قرن. وكنت يومها، لأول مرة في حياتي، أستشعر فرحا، أعرف الآن بأنه نادر جدا، أن يعيشه امرؤ في حياته مرتين، أو حتى مرة واحدة، فرحا مماثلا. وتوهمت في نفسي لحظتها، بأن الله قد استجاب إلى شكاوي أمي، التي كثيرا ما كانت تستعطف رحمة السماء بدعائها، على مسمع منا، وأقصد جدتي الهرمة وأنا. وأنه هو، أي أبي الغائب، كيما يكفر عن ذنوبه التي غمرت ضميره، قد بعث لنا من "بلجيكا"، بأكبر هدية تتواجد في العالم. وكأن ثمة شيء جديد قد أبرق فجأة بعيون أمي، التي كبرت للحظة، كعيون قطة متوحشة، وتصلب بأصابع يدها المتشنجة. تصورت حينها، بذاكرتي الصبيانية، بأنها لم تكن تنتظر هدية مفاجئة كهذه. وأنها بكبريائها الأنثوي العنيد، الذي عهدته فيها، قد رفضت استلام هذه الهدية ثمنا لانتظارها، وأنها على وشك أن تمسك بالصندوقة وتقذف بها إلى الخارج. وراودني شعوري كطفل شقي، أن أخطف الهدية وأفر بها إلى نهاية العالم. ولكنها كانت أكبر مني. وكنت بدوري غير راض عن غروري، وقابل باقتسام الهدية معها .. أمي، لأنها كانت تنتظرها أيضا مثلي.
كانت الهدية ما تزال في محلها. أمي تقف على مقربة خطوتين من الصندوقة. جدتي تقف من خلفها فاغرة فاها. وأنا أتطلع إلى نساء حَيّنا يمررن من أمامي في اتجاه عمودي، ويعانقن أمي، ويصطفن جنبها، تقطر عيونهن بالبكاء المفتعل، وفي أيديهن تتراقص المناديل المطرزة. حينها قلت في نفسي:
- لقد بعث أبي بالهدية للحي بأجمعه.
وقالت تلك المرأة الحاملة بمشاكل الآخرين، بهمومهم، وآلامهم:
- البركة فيكم .. الله يعظم الأجر ..
ودخل من دخل، وخرج من خرج، حتى فقد بيتنا حشمته المشرقية. وكثر فيه بمناسبة هذه الهدية، الزوار من الرجال، والنساء، والأطفال المشاغبين، حتى أني أتذكر بأني قلت يومها:
- والله لقد ضاعت الهدية ! وضعت بدوري في فوضى المتوقع. وها هي ذي سنوات أخر قد مرت، كبرت فيها، ثم رحلت بدوري مهاجرا إلى هذا البلد الحبيب "بلجيكا". لكنه اليوم فقط، تذكرت تلك الهدية العجيبة، التي استلمتها أمي من الخارج كآخر ما تبقى من رفات أبي. لقد كانت من أجمل الهدايا التي تكره وصولها. ومع ذلك وصلت بدون أن تعمل أيادي موظفي البريد أصابعها الخفية فيها. وصلت الهدية بحمد الله وسلامته، وبداخلها جثة أبي. جاءت اللعنة عليها ! لتضع أمي أمام الأمر الواقع، ولتذكرها بخاتمة ذاك الشيء الذي ارتبطت به، لسبب ما تعرفه هي. والعجيب في الأمر، أنها لم تصب بأي خلل يذكر، في ترتيبها الزمني، حتى من بعد وصول تلك الهدية، التي كان بإمكانها، أن تقضي على كل آمالها وحياتها معا. وبالرغم من كل ما حصل، بقيت تنتظر. وها أنا اليوم أتذكر بأنها، ومما لا شك فيه، قد جددت فيّ انتظارها بإيقاع موهوم. وبدوري قد خيبت آمالها حين هاجرت وقررت بأن لا أعود أبدا. نعم لقد اكتشفت مع مرور السنين هنا في المهجر، بأنني مواطن مدني لا ترعاه الذئاب، له كل صفات المواطنة. وبأن لي واجباتي وحقوقي. تذكرت اليوم، طفولتي الممتلئة بأحلام المتوسط. تذكرت كم كنت شقيا، ومحجورا ومهمشا كمخلوق في بلدي.
وتوقف الشيخ الوقور عن الكلام وقد تدحرجت دمعة كبيرة على خده. وتناولت الكلام منه قائلا، وأنا جد متأثر بحكايته:
- إن روايتك جد حزينة. ثم إن طريقة سردك هي الأخرى، جذابة للغاية.
وقمت إجلالا له، وقبلته على رأسه اعترافا مني بشرف سنه. فأجابني بارتياح كبير:
- الآن فقط، أصبح بإمكاني أن أموت بسلام يا أستاذي !
ولست أدري كيف وردت على بالي بدعة الاستفتاء المغربية، الجارية طبولها وغيطتها، بكل أنحاء البلد الآن. فبادرته قائلا:
- لربما تغير فكرتك عن البلد، وتعود من جديد مع ولادة هذا الدستور الجديد، إلى بلدك.
وبمجرد ما انتهيت من كلامي، حتى بادرني قائلا:
- حذار من التخريف يا أستاذ. أي دستور جديد تتكلم عنه. إنه لا يساوي شيئا. كلام في كلام في كلام. والفساد، والرشوة، والفقر، لن تحل أمراض مزمنة مثل هذه بدستور ليس أصلا بدستور.
استغربت من تحليله السريع هذا، فأحببت ان استوضحه اكثر فسألته:
- لماذا تقول ليس بدستور؟
فأجابني وهو يغلي من الغضب:
- لا تسخر مني يا أستاذ، أنت من يعرف كل هذا. أما أنا فبطريقتي الخاصة علمت بأنه لا دستور. لأنهم جاءوا عندنا للمسجد وقالوا للناس الدستور هو الملك، ومن صوت ضده فهو غير مسلم. وقالوا إن الإسلاميين والعلمانيين هم من يعارضون على التصويت بنعم. وقالوا .. وقالوا .. وقالوا .. وأنا في بلد الحقوق هذا، بلد النصارى، جئته مسلما، وما زلت مسلما. وبالرغم من مستواي الدراسي الابتدائي، أعرف ما معنى الدستور لأنني عشته وما أزال، بسمعي وبصري، وعشت تطبيقه القانوني بعدالة كاملة، من لما جئت كمهاجر. ثم إن الناس هنا لهم الحرية في الاختيار بين نعم ولا، ولكن بدون ترهيب وترعيب وتخويف. وأنت أستاذي ما رأيك؟
وأجبته مبتسما كعادتي:
- ما قلته أنت فيه الكفاية يا سيدي. وإذا أحببت أن أعيد كلامك بطريقة أخرى، فبإمكاني أن أقول لك، بأن عاصفة الثورات العربية كانت من وراء انتفاضة شعوبنا الميتة. والمغاربة لن يشكلوا في هذه الأثناء، حالة استثنائية. لهذا جاءت حركة العشرين فبراير، انتفاضة في وجه الفساد والاستبداد. وهذا الدستور "كوكوت مينوت" جاء للإلتفاف على مطالب الشعب المهضوم الحقوق والحريات والكرامة. جاء ليفسر الماء بعد جهد بالماء. والشعب ينتظر فصل السلطات ومراقبة كل منها للأخرى. وفصل الثروة عن السلطة. وفسح المجال لحرية الإعلام. والحد من امتيازات رجالات الأعمال والزبانية، المتعلقة بالسلطات الواقعة خارج دائرة القانون. ومحاربة الرشوة والعاملين على ممارستها. بل أقول باختصار ملاحقة المسئولين الفاسدين وتقديمهم للمحاكمة و .. و .. و .. القائمة طويلة يا سيدي.
وضحك الشيخ، وهذه كانت لأول مرة منذ تعارفنا، وقال لي:
- وأنت هل ستصوت؟
وأجبته بدعابة:
- كنت أود، لولا أن النتائج "بنعم" قد سبقت موعد الاستفتاء.
وقهقه الشيخ، وقهقهت معه. وودعته منصرفا، من بعد ما شكرته على قصة طفولته الرائعة. ومشيت بكل حرية تحت سماء بروكسيل الصافية.